المقهى الصحافي يستضيف المفكر السوري خالص جلبي
في بادرة جديدة تهدف إلى رفع مستوى النقاش العام حول قضايا مصيرية تواجه الأمة استضاف المركز المغاربي للإعلام و الديموقراطية والمنتدى المدني الديموقراطي بسيدي بنور وجمعية النورس و جريدة المغرب الآن ، الأحد 26 مارس 2017 بمقهى أميرة ، الدكتور السوري خالص جلبي ضمن أول حلقة من سلسلة " المقهى الصحافي " تناول فيها المفكر العربي الكبير عرضا قيما بموضوع « ماذا بعد الربيع العربي ؟ » حضرته نخبة من الفعاليات البنورية المختلفة المشارب و التوجهات .
تميز اللقاء بمداخلة للدكتور خالص جلبي حول مآلات الربيع العربي و أسئلة المرحلة التي أعقبته في ظل التحول من ثورات سلمية ترفع مطالب اجتماعية و سياسية إلى عسكرتها و التي أدت بشكل حتمي إلى تقويض شرعية قيامها و إجهاضها ، و ربط تحول الثورات العربية من سلمية إلى عسكرية إلى لوبيات و قوى عالمية مرتبطة بشركات بيع السلاح استعملت التفكيك الطائفي لتأجيج الصراعات الداخلية مما حول مسار الثورات إلى حروب أهلية طاحنة، ليخلص إلى كون الطريق إلى التغيير الديمقراطي لا بد أن يرتكز على اللاعنف و يتطلب وقتا كافيا للتحقق و وجود مجتمع مدني قوي و فاعل ، و هذا الاستنتاج مبني على وجوب تحقق الوعي التاريخي لأن التقدم لا يبنى إلا على الوعي بوجود التأخر .
وقدم جلبي قراءة مستفيضة لخريطة الوطن العربي قبل و أثناء وبعد الربيع العربي، معتبرا أن ما حدث يشبه تسونامي، لان لا احد يستطيع ان يتكهن بزمان ومكان وقوعه ولا بمآلاته وحصر نتائجه، ولكنه بكل تأكيد ناتج عن تفاعلات حقيقية مشبها إياها أيضا بما يعتمل تحت الأرض جيولوجيا ويسبب البراكين، معترفا بأن البراكين رغم عنفها ودمارها فإنها تخلف ارضا خصبة. إن ما حدث كان لا بد أن يحدث لأن الوضع في العالم العربي مريض متوقف عن الإنتاج المعرفي غير انه اقر بان الوضع في العالم ايضا مريض منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية معتبرا انتخاب ترمب في الولايات المتحدة خير دليل على ذلك.
اما في ما يخص الاقتتال الذي يحدث في العالم العربي فهو يعيد تشكيل المجتمع من جديد وفق أسس جديدة. مستشهدا بأحداث تاريخية وخلاصات توصل اليها بعض الباحثين و المؤرخين. مستعرضا ما حدث سواء في الثورة الفرنسية او البلشوفية، هذا و قد اغنى مجموعة من المتدخلين النقاش عبر طرح اسئلة عميقة أنارت جوانب أخرى في الموضوع، ما أثار اعجاب الباحث نفسه والذي عبر عن حبه للمغرب مرة و للمغاربة مرتين على حد تعبيره.
و لم يفت الدكتور خالص جلبي التنويه بالتجربة المغربية في التعاطي مع الربيع العربي لأنه يتوفر على هامش واسع من الحريات العامة مقارنة مع الدول العربية الشمولية او العشائرية أو الطائفية التي أنتجت ديكتاتوريات تقمع حرية التعبير ، و تخنق أي أمل في تحقيق الديمقراطية.
جدير بالذكر أن المقهى الصحافي هو أحد فروع المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية ، بدعم من المجلس الإقليمي بسيدي بنور ، وهو عبارة عن جلسات حوارية ومنتديات نقاشية على شاكلة اللقاءات الصحفية المفتوحة ، تروم ملامسة قضايا الإنسان والمجتمع بمختلف مجالات الحياة .